فمن أخذ الولاية على هذا النحو فلا شك أنه موفق صالح، وأما من أخذها اتباعاً لهواه، ورغبة في الدنيا فلا شك أنه يفسد بها، [وإنما الأعمال بالنيات] {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]
ففساد من فسد ممن تولوا منصب عامة: وزارة، أو نيابة عامة لا حجة فيها على فساد تولي الولايات العامة، لأن كثيراً من الناس يفسد بالمال وليس هذا دليلاً على تحريم طلبه، ويفسد كذلك بالعلم الشرعي، وتعظيم الناس له وليس هذا دليلاً على تحريم طلب العلم الشرعي وهكذا .. ممن أفسده المنصب فلأن عنده قابلية الفساد وليس ذلك من المنصب نفسه وإلا فالمنصب مكان صالح وعظيم لعبادة الله عز وجل، ألا ترى أن الإمام العادل هو أول السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله!!
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الإِمَامُ العَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " (?)
فالجواب:
أولاً: ((قد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مارس العمل السياسي بكل معانيه الطيبة الخيرة من تكوين أمة وجماعة، والدعوة إلى عقيدة تحطم كل العقائد الموجودة،