ثم إنه قد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأغلبية والكثرة في الشعوب الإسلامية تحب الخير، وتريد تحكيم شريعة الله، وتؤيد الحق، وأنه في الوقت الذي يُخَلَّى بين الناس واختيارهم فإنهم لا يريدون بالإسلام بديلاً، ولذلك يعمد المجرمون في بلاد الإسلام إلى تزييف إرادة الناس، وحجب أصواتهم، وتزوير الانتخابات، ومنع الجماهير الإسلامية بكل سبيل أن تختار ما تريد ..

والذين يفتون ويمنعون أهل الخير والصلاح من الانتخابات البرلمانية يقدمون أعظم خدمة لهؤلاء المزورين الذين يتسلطون على رقاب الناس بدعوى أنهم ينفذون إرادة الجماهير، وعموم الأمة، والحال أنهم يحكمون برأي القلة الفاسدة الضالة.

7 - قولهم بأن تولي الولايات العامة والدخول إلى المجالس التشريعية فتنة لمن يدخل فيها حيث تأخذه المظاهر وتلهيه الدنيا ويغره السلطا

7 - قولهم بأن تولي الولايات العامة والدخول إلى المجالس التشريعية فتنة لمن يدخل فيها حيث تأخذه المظاهر وتلهيه الدنيا ويغره السلطان:

والجواب: أن العيب في ذلك ليس في تولي الولايات العامة وإنما العيب في الأشخاص.

((وإلا فكثير من علماء الدين قد باعوا دينهم من أجل الدنيا، وأفتوا بما يرضي السلاطين، وأهواء الناس، وكتموا الحق إرضاء للعامة وحفاظا على مناصبهم، والعيب ولا شك ليس في المنصب الديني، ولا في المشيخة نفسها وإنما هو في النفوس والقلوب والتربية السيئة.

ولا يخفى أن كثيراً من الدعاة المسلمين، خاضوا التجربة السياسية، وما غشوا الحكام ونصحوا لهم في الله، وحاولوا تأسيس الأحزاب الإسلامية، وكانوا في كل ذلك مجاهدين صابرين ملتزمين. بل المؤمن الحق لا يزيده العمل من أجل الله في أي ميدان من الميادين إلا قوة وعزيمة وإخلاصاً ووفاءً لدينه، وحفاظاً على حدود الله -سبحانه وتعالى-)). (?)

ونذكر بما قلناه وأسلفناه من نقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حيث يقول: ((فَالْوَاجِبُ اتِّخَاذُ الْأَمَارَةِ دِينًا وَقُرْبَةً يَتَقَرَّبُ بِهَا إلَى اللَّهِ؛ فَإِنَّ التَّقَرُّبَ إلَيْهِ فِيهَا بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ. وَإِنَّمَا يَفْسُدُ فِيهَا حَالُ أَكْثَرِ النَّاسِ لِابْتِغَاءِ الرِّيَاسَةِ أَوْ الْمَالِ بِهَا)). (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015