النَّاس وَذكر من حَدِيث كَعْب بن مَالك يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي على تل وَنَحْوه فِي كتاب ابْن أبي خَيْثَمَة وَحَدِيث الطَّبَرِيّ أتقن فَدخل فِي كتاب مُسلم فِيهِ من التَّغْيِير مَا ترَاهُ وَكَانَ مُسلما أَو من قبله وَأقرب رُوَاته شكّ فِي لَفْظَة كوم أَو تل فَعبر عَنهُ بِكَذَا وَكَذَا وحقق أَن مَعْنَاهُ الْعُلُوّ فَقَالَ أبي ذَلِك فَوق النَّاس على تَفْسِير الْمَعْنى ثمَّ كتب عَلَيْهِ انْظُر شَبِيها فَجمع النقلَة الْكَلَام كُله ولفوه على هَذَا التَّخْلِيط قَوْله فِي حَدِيث الشَّفَاعَة أَيْضا من رِوَايَة زُهَيْر فيأتيهم الله فِي صُورَة غير صورته الَّتِي يعْرفُونَ كَذَا للمسرقندي والسجزي وَابْن ماهان والطبري وَعند العذري فِي صُورَة لَا يعرفونها وَهُوَ أصوب الْكَلَام وَأَصَح فِي الْمَعْنى وعَلى الصَّوَاب جَاءَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْقِيَامَة والحشر من غير إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الله تعلى وَتَكون فِي هُنَا بِمَعْنى الْبَاء أَي بِصُورَة يختبرهم ويفتنهم بهَا من صُورَة المخلوقين وَهِي آخر محن الْمُؤمنِينَ أَلا ترَاهُ قَالَ فِي الحَدِيث نَعُوذ بِاللَّه مِنْك هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا فَإِذا أَتَانَا عَرفْنَاهُ وَفِي الحَدِيث الآخر كَيفَ تعرفونه قَالُوا إِنَّه لَا شَبيه لَهُ وَقد جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد فِي حَدِيث عَبدة بن عبد الله فِي صورته الَّتِي يعْرفُونَ وَفِي حَدِيث ابْن بكير فِي صُورَة غير صورته الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا وَقيل الصُّورَة هُنَا بِمَعْنى الصّفة كَمَا يُقَال صُورَة هَذَا الْأَمر كَذَا أَي صفته وَهُوَ يرجع إِلَى الْمَعْنى الأول من صفة بعض مخلوقاته أَو أهوال عَظِيمَة وَقد بسطنا هَذَا وأشبعنا الْكَلَام عَلَيْهِ فِي شرح مشكله فِي كتاب شرح مُسلم وَفِي هَذَا الحَدِيث أَيْضا قَوْله فَمَا من أحد مِنْكُم بأشد مناشدة لله فِي استقصاء الْحق من الْمُؤمنِينَ لله لإخوانهم كَذَا عِنْد جَمِيع رُوَاته وَصَوَابه بأشد مناشدة لي وَكَذَا جَاءَ فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن بكير وَفِيه أَيْضا قَوْله يَا رَبنَا فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا أفقر مَا كُنَّا إِلَيْهِم وَلم نصاحبهم وَنَحْوه فِي البُخَارِيّ من رِوَايَة حَفْص بن ميسرَة قيل صَوَابه أَولا أننا فرقنا لِأَن بعده فَيَقُول إِنَّا ربكُم فَيَقُولُونَ نَعُوذ بِاللَّه مِنْك وَتَمام الْخَبَر وَفَائِدَته فِي كتاب التَّوْحِيد من كتاب البُخَارِيّ فارقناهم وَنحن أحْوج منا إِلَيْهِ الْيَوْم أَي فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا وَلم نصاحبهم بِتَقْدِيم لَفْظَة نصاحبهم أَي من لم يُؤمن بِاللَّه وَكفر بِهِ كَمَا فارقناهم فِي الْمَحْشَر وَنحن أحْوج إِلَيْهِ الْيَوْم أَي إِلَى الله وَهُوَ بِمَعْنى أفقر فِي حَدِيث مُسلم وَالْبُخَارِيّ الْمُتَقَدّم بهاء الضَّمِير المفردة العائدة إِلَى الله تَعَالَى أَي محتاجون إِلَى رَحمته وفضله وَفِي الزَّكَاة فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وهم وقلب كثير وتغيير فَمِنْهُ قَوْله مثل الْمُنفق والمتصدق وَهُوَ وهم وَصَوَابه مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وكما ذكره البُخَارِيّ وَفِيه كَمثل رجل عَلَيْهِ جبتان على الْأَفْرَاد وَهُوَ وهم وَصَوَابه كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَات الْأُخَر وَقَوله جبتان أَو جنتان صَوَابه النُّون كَمَا بَينه فِي الحَدِيث الآخر بقوله من حَدِيد وَقَوله هُنَا وَأخذت كل حَلقَة مَكَانهَا وَقد ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ عَن طَاوس وَغَيره وَمن رَوَاهُ بالنُّون وَمن رَوَاهُ بِالْبَاء وَالنُّون هُوَ الصَّوَاب كَمَا قُلْنَاهُ وَدلّ عَلَيْهِ سِيَاق الحَدِيث وَفِيه سبغت عَلَيْهِ أَو مرت بالراء ويروى مدت أَو مرت وَاخْتلفت الرِّوَايَة فِيهِ فِي البُخَارِيّ فروى مادت بِالدَّال وروى مارت بالراء وَلَعَلَّه أوجه الرِّوَايَات بِمَعْنى سبغت وامتدت وَكَذَا رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَفَسرهُ ترددت وَذَهَبت وَجَاءَت وللروايات الْأُخَر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015