وفي سنة (200 هـ) رحل إلى البصرة رِحْلَتَهُ الأخيرة (?) ، فسمع فيها من عبد الصمد بن عبد الوارث (ت 207 هـ) ، ومن صاحب " المسند " سليمان بن داود الطيالسي (ت 203 هـ) ، ومن محمد بن بكر البُرْساني (ت 203 هـ) .
ولم تذكر المصادر التي ترجمت للإمام أحمد متى دخل المِصِّيصة، وسَمِعَ فيها من حجاج بن محمدٍ الأعور (?) (ت 206 هـ) ، ولا متى خَرَجَ منها قاصداً طَرَسُوسَ للغَزَاة (?) ، ولا متى دخل الرَّقَّة، وسمع فيها من فياض بن محمد بن سنان الرَّقِّي (?) ، والذي وقفنا عليه فيها أنه في سنة (204 هـ) - وقد بَلَغ الأربعين - تَصدَّر للتحديث والفتوى، وصار يُرْحَلُ إليه (?) ، وهي السنةُ نفسها التي تُوفي فيها الإمامُ الشافعي، ودخل فيها المأمون مدينةَ بغداد.
وفي سنة (209 هـ) (?) كانت آخِرُ رحلاته، فقد خرج فيها إلى الشام، ثم لم يَخرُجْ من بغداد حتى كانت المحنة سنة (218 هـ) .
وشيوخُ الإمام أحمد الذين سَمِعَ منهم يَطُولُ ذِكرُهُم، ويَشُقُّ إحصاءُ أسمائهم، كما قال الخطيب البغدادي (?) ، ولكنَّ عدد مَنْ روى عنهم في " مسنده " مئتان وثلاثةٌ وثمانونَ شيخاً (?) .
وبقي الإِمام أحمد متصدِّراً للفُتيا والتحديث حتى سنة (218 هـ) حين أعلَنَ المأمون رأيه بخَلْقِ القرآن، وأمر بامتحانِ العلماءِ فيه، وقد أجابه كثيرٌ إلى ما ذَهَب إليه خوفاً من الضرب والموت، وظَلَّ الإِمامُ أحمدُ ثابتاً على موقفه بأن القرآن كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ، فأمر المأمونُ بأشخاصه إليه، وكان وقتئذٍ