وفي سنة (194 هـ) كانت رِحلته الثالثة إلى البصرة، وكانت إقامته فيها عند الإمام الكبير يحيى بن سعيد القطان (ت 198هـ) مدة ستة أشهر (?) ، وقد أكثر عنه (?) ، وفي أثناء إقامته سَمعَ من سليمان بن حرب (ت244 هـ) ، وأبي النعمان محمد بن الفضل (ت 224 هـ) ، وأبي عمر حفص بن عمر الحَوْضِي (ت 225 هـ) .
وفي سنة (194 هـ) أيضاً خرج من البصرة إلى واسط، فَسَمِعَ فيها من الإِمام يزيد بن هارون (?) (ت 206 هـ) .
وفي سنة (196 هـ) كانت رحلتُه الثالثةُ الى مكة، ثم عاد إليها سنة (197 هـ) ، وأقام فيها مجاوراً مدةً، ثم عاد إليها أيضاً سنة (198 هـ) ، وقد جَلَسَ بمسجدِ الخَيْف وأفتى فيه فتيا واسعة، وسفيان بن عيينة ما يزالُ حياً (?) .
وفي سنة (199 هـ) خرج الى اليمن ماشياً مع رفيق رحلته يحيى بن معين للسَّماع مِن عبد الرزاق بن همَّام الصَّنْعاني (ت 211 هـ) صاحب " المصنف "، وكان صِيتُ الإِمام أحمد قد سبقه إليه (?) ، فأقام عنده قريباً من عشرةِ أشهر (?) ، سمع في أثنائها منه الكتبَ، وأكثر عنه. وبعد عَوْدَتِه إلى بغداد شَرَع الإِمامُ أحمد بتصنيف " المسند " (?) ، وهو في السادسةِ والثلاثين من عمره.