رجالات الفرس ... ثم عرض للأئمة الأعلام مثل أبي حنيفة والإمام مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أئمة التابعين وأتباعهم، وأئمة الحفاظ من المحدثين والتفاوت بين المشارقة والمغاربة في هذا الميدان ... ثم تساءل هل في الغرب من السادات الأولياء كما في الشرق كعبد الله بن المبارك، وعتبة بن إبان البصري، والجنيد وغيرهم ... وانتقل بعد ذلك إلى ذكر بعض المصنفات كرسالة القشيري، وحلية الأولياء وتاريخ السلمي، وعوارف المعارف للسهروردي، التي ظهرت في المشرق، وتساءل هل تجد للغرب مثل ذلك. وتساءل أي القطرين- الشرق والغرب- أقدم إسلاما وأكثر كراما، وأيهما بادر إلى حمل راية الفصاحة، وتلقين آية السماحة؟ ولم يصل إلى الغرب من السؤدد إلا ما فضل عن الشرق، ولم يتجل شيء من هذا قبل المائة الرابعة.
ثم عرج على فلاسفة المشرق وحكمائه وعلمائه من اليونان والهند، ثم من كان في الإسلام كابن المقفع والفزاري الفلكي والخوارزمي الرياضي الفلكي، والرازي الطبيب ... والفارابي فيلسوف المسلمين وابن سينا ...
ثم عرج على أصحاب الموسيقا وإجادة الغناء، وذكر أن المنصف يدرك أن قصبات السبق لرجال الشرق في هذا الميدان، وساق ثلاثة وعشرين من مشاهير هذا الفن من رجال ونساء ... " ممن يصغي الصم لسماعه، وتغني الطير على إيقاعه"، وذكر ثناء أديب الأندلس بل الغرب ابن بسام (- 542 هـ) على أدب أهل الأندلس في مقدمة كتابه (الذخيرة) إذ قال: (الذين صبوا على قوالب النجوم غرائب المنثور والمنظوم، بعجائب الأشعار والرسائل ... إلا أن أهل هذا الأفق أبوا إلا متابعة أهل المشرق، يرجعون إلى أخبارهم المعتادة ... ) .
وكفى- عند ابن العمري- قضاء هذا الأديب الفريد على أهل الأندلس،