وأنكر أن تسوى بلاد جنوبها الهند، وهم من أهل العلم والحكمة.... وحسن الصور وما فيها من عقاقير وأغذية وتوابل وجواهر- ببلاد جنوبها حثالة السودان.... وهم أقل للمعارف تأويلا ... وعتب ابن العمري على ابن سعيد المغربي في قوله" فوجب التسليم من المغاربة للمشارقة، لأنه يجب للمشارقة على المغاربة التسليم في كل شيء شاؤوا أو أبوا، اللهم إلا في القليل النادر الذي لا حكم له (ثم بدأ يبين فضل المشرق بأنه مظاهر الأنبياء ومباعث الرسل، وفيه قبورهم ومهابط الوحي والتنزيل عليهم، وفيه معارج الملائكة، وفيه أنزلت كتب الله تعالى، ومنه انتشرت شرائعه، وعلت رايات الدين، ومنه نشرت الفرق والملل، ومن الشرق انبثت التصانيف شرقا وغربا، وفي الشرق جزيرة العرب بسلطانها ولسانها، فينابيع الشعر تفجرت منها، وعن العرب طارت شهرته، فهم نبع البيان وسحره، واستشهد بما ذكره عماد الدين الكاتب الأديب (519- 597) من فضل المشرق على المغرب في هذا الباب ... ثم أضاف ابن العمري أنه لم تقع الجهات الشريفة كالحرمين ومكة والمدينة وبيت المقدس «1» التي لا تشد الرحال إلا إليها، إلا في المشرق، وعرّج على ذكر الحواريين ثم الصحابة رضي الله عنهم، والصناديد الأبطال الذين لم يسمع عنهم إلا في المشرق، وبخاصة في جزيرة العرب وما والاها من الجانب الشرقي، ومشاهد الكرام والعظماء، الذين طارت شهرتهم في المشرق، ومن العظماء ممن لا يعدون كثرة من أكاسرة وقياصرة وملوك اليمن والترك والعرب والعجم كلهم من المشرق، ثم تساءل هل في المغرب مثل عنترة العبسي وذكر عددا من مشاهير الجاهلية والإسلام كالزبير بن العوام والمقداد بن الأسود، والأشتر النخعي ... وغيرهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015