وهم صفوة أهل المغرب بولوعهم بما لأهل المشرق ... ".

ويعجب ابن فضل الله العمري ما حكي عن الصاحب بن عباد الوزير الأديب (326- 385 هـ) حين اطلع على كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي (246- 327 هـ) إذ قال: (هذه بضاعتنا ردت إلينا، ظننا أن هذا الكتاب يشمل على شيء من أخبار بلادهم، فإذا هو لا يشمل إلا أخبار بلادنا لا حاجة لنا فيه، وردّه) .

ثم أخذ بعرض أصحاب الصنائع العملية، وأشرفها رسم الكتابة، وذكر خمسة من أعلام الخطاطين في الشرق، وغالب ظنه أن المغاربة لا يتطاولون إلى مفاخرة أهل الشرق فيها.

ثم عرض لأصحاب الصنائع والمهن، وأجلها الفلاحة، وصناعة السيوف والرماح والأقواس العربية والدروع، والديباج، والأطلس والصوف، والوشي العراقي، وغضار الصين، وفخار قاشان وزجاج الشام في حين لا يسمع للمغرب في هذا حسّا، إلا ما كان من قباطي مصر، وأخيرا من قماش نيس ثم الإسكندرية، هذا لو سلم أن مصر من الغرب!!

ثم عرض للملك فأشاد برسو قواعد الخلافة في المشرق منذ الخلافة الراشدة إلى الخلافة العباسية، ورد دعوى من يرى بعض حلل الخلافة في المغرب، بأنه لم يذكر إلا الخلافة المجمع عليها، واستشهد بقول ابن سعيد المغربي:" إن الاصطلاح أن لا تطلق هذه السمة- أي السلطنة والملك- إلا على من يكون في ولايته ملوك، فيكون ملك الملوك مثل الشام أو مثل أفريقية، أو مثل الأندلس، ويكون عسكره عشرة آلاف فارس أو نحوها، فإن زاد بلادا أو عددا في الجيش كان أعظم في السلطنة.... فإن خطب له في مثل مصر والشام والجزيرة ... كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015