إلى مقاتل الطير مسددات السهام: [البسيط]

مثل النجوم إذا ما سرن في أفق ... عن الأهلة لكن نورها راء

ما فاتها من نجوم الليل إذ رمقت ... إلا ثبات يرى فيها وأضواء

تسري فلا يشعر الليل البهيم بها ... كأنها في جفون الليل إغفاء

وتسمع الطير إذ تهفو قوادمه ... خوافقا في الدياجي وهي صماء

تصونها جراوة «1» كأنها درج درر، أو درج غرر، أو كمامة ثمر، أو كنانة نبل، أو غمامة وبل، حالكة الأديم، كأنما رقمت بالشفق حلة ليلها البهيم: [السريع]

كأنها في وصفها مشرق ... تنبت منه في الدجى الأنجم

أو ديمة قد أطلعت قوسها ... ملونا وانبعثت تسجم

فاتخذ كل لها مركزا، وتقاضى من الإصابة وعدا منجزا، وضمن له السعد أن يصبح لمراده محرزا: [السريع]

كأنهم في يمن أفعالهم ... في نظر المنصف والجاحد

قد ولدوا في طالع واحد ... وأشرقوا من مطلع واحد

فسرت لها من الليل علينا من الطير عصابة، أظلتنا من أجنحتها سحابة، من كل طائر أقلع يرتاد مرتعا، فوجد ولكن مصرعا، وأسفّ يبغي ماء جماما، فورد ولكن سما منقعا، وحلق في السماء يبغي ملعبا، فبات هو وأشياعه سجدا للقسي وركعا، فتباركنا بذلك الوجه الجميل، وتداركنا أوائل ذلك القبيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015