فاستقبل أولنا تمّا «1» تمّ بدره، وعظم في نوعه قدره، كأنه برق كرع في غسق، أو صبح عطف على بقية الدجى عطف النسق، تحسبه في ائتلاف المنى غرّة نجح، وتخاله تحت أذيال الدجى طرّة صبح «2» ، وعليه من البياض حلة وقار، وله كرة من عنبر فوق منقار من قار، له عنق ظليم، والتفاتة ريم، وسرى غيم يصرفه نسيم: [المتقارب]

كلون المشيب وعصر الشبا ... ب ووقت الوصال ويوم الظفر

كأن الدجى غار من لونه ... فأمسك منقاره ثم فر

فأرسل عن الهلال نجما، فسقط منه ما كبر بما صغر حجما، فاستبشر بنجاحه، وكبر عند صياحه، وحصله من وسط الماء بجناحه.

وتلاه كيّ «3» نقي اللباس، مشتعل شيب الراس، كأنه في عرانين شيبه لا وبله كبير أناس «4» ، إذا سفّ في طيرانه فغمام، وإن خفق بجناحه فقلع له بيد النسيم زمام، ذو غببة «5» كالجراب، ومنقار كالحراب، ولون يغر في الدجى كالنجم، ويخدع في الضحى كالسراب، ظاهر الهرم، كأنما يخبر عن عاد، ويحدث عن إرم: [الكامل]

إن عام في زرق الغدير حسبته ... مبيض غيم في أديم سماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015