المسالة الثالثة: حل السحر بالسحر، وهذه تسمى النشرة.
والنشرة في اللغة: التفريق، وفي الاصطلاح: هو حل السحر بالسحر عن المسحور.
ومن صور النشرة: أن يأتي المسحور إلى الساحر أو الكاهن من ما يظن فيه خيراً لكنه يستخدم ما يستخدمه السحرة، فيقول له: إني لا أستطيع أن أجامع امرأتي، فيأخذه الكاهن ويقرأ عليه بعض آيات القرآن تلبيساً، ثم يتمتم بهذه الطلاسم ثم يقول له: أنت مسحور، وقد وضعوا لك شيئاً في المنطقة الفلانية، فخذه وأحرقه، أو يقول له: اجلس، فيجلسه ويستخدم معه التنويم فينام الرجل، فيتكلم بتلك الطلاسم ويستخدم الجن، ثم بعد ذلك يأمره بذبح أشياء لهذه الجن بمواصفات معينة؛ حتى يحل عنه السحر، هذه من الصور التي يحل بها السحر بالسحر.
الصورة الثانية -وهي المنتشرة الآن-: أن يأتيه فلا يقرأ عليه إلا القرآن ولا يتكلم معه إلا بالأذكار، ثم بعد ذلك يكتب له ورقة، وهذه الورقة فيها الأحجبة، ويقول له: لا تفتحها، وبعد أن يثق فيه المسحور يكتب له الطلاسم في ورقة؛ حتى لا يظهر له ما هو عليه من السوء، ثم يقول له: ضعها تحت السرير، أو تحت الوسادة، أو في مكان معين، وبعد ثلاثة أيام إن لم تجدها فالسحر قد انحل، فيذهب الرجل فلا يجدها فيعلم أن السحر قد انحل، فيشكر هذا الرجل ويعطيه العطايا الجزيلة، فهل تصح هذه الطريقة -وهي النشرة- أم لا؟