نقارن الآن أفعال أهل الجاهلية بأفعال أهل التوحيد، فقد ذكر مصطفى المنفلوطي رسالة عريضة جداً كانت أرسلت لـ عبد القادر الجيلاني يقول فيها صاحبها: إني عبد مظلوم، إني مكروب وأريد أن ترفع عني هذه الكربات! وأن تقضي لي الحاجات، فإنك أنت المعين الناصر.
وذهبت امرأة لم تحمل إلى البدوي فقالت: إني امرأة عقيم فهلا فعلت لي شيئاً؟ إني أريد أن ألد وهي تعتقد فيه اعتقاداً لا يعتقد إلا في الله جل في علاه.
وبعضهم يذهب بالأوراق التي تكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها: يا رسول الله! أغثني، واجعل ابنتي تحمل، يا رسول الله! دين علي قد ركبني، وأريد أن تقضيه عني، وكل هذا طلب من المخلوق الميت فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:30]، والبدوي قد مات، وعبد القادر الجيلاني قد مات، والحسن قد مات فهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، وهؤلاء القبوريون الذين يعتقدون في الأولياء اعتقاداً خاطئاً يصرفون هذه العبادة التي لا تكون إلا لله لغير الله، فيسألون البدوي، ويسألون عبد القادر الجيلاني، ومنهم من يسأل الأولياء خفية، ويعتقد بأن الولي أعطاه الله قوة أن يحيي الجنين في بطن الأم.