بالقياس الفاسد استحل الربا

أيضاً من الأقيسة الباطلة في الأحكام التي قاسها أهل الضلالة -وأهل الضلالة في هذه العصور يقيسون نفس هذه القياسات كما سنبين- أنهم قالوا: البيع مثل الربا, فلم تحرمون علينا الربا, مع أن البيع فيه مكسب وخسارة، وفي هذا البيع أيضاً المكسب وزيادة المال, قالوا: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة:275]، فقاسوا البيع على الربا بجامع الاستفادة بالزيادة.

وهذا قياس صريح, والآن أهل الباطل يفعلون هذا لكن بتورية كما سنبين, فيقولون: الربا ليس فيه شيء, قياساً على التجارة, وهذا من قياسات أهل الجاهلية، وهي من صفات أهل جاهلية عصرنا الذين يفعلون مثل ما يفعل أهل الجاهلية, فلا تحسبن أن الأمر قد مات وفات, قد قال الله تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} [البقرة:118].

وقال صلى الله عليه وسلم: (لتركبن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015