إن الأدلة على أن الأمطار والأرزاق بيد الله تعالى كثيرة، منها: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58].
و (هو) ضمير الشأن، وفائدته أنه يفصل بين المبتدأ والخبر، لأنك لو قلت: إن الله الرزاق, فالرزاق صفة لله جل في علاه.
وتعريف المبتدأ والخبر من أساليب الحصر، ووجه الدلالة: أن الرزق كله بيد الله جل في علاه لا بيد نجم، ولا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.
وقوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ} [الواقعة:69]، وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف:57]، وقوله تعالى: {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:22].
فكل هذه أدلة تدل على أن الله جل وعلا هو الذي يرزق، فمن قال بأن غير الله هو الذي ينزل المطر فقد أشرك مع الله غيره في الربوبية، وهذا الشرك من أقبح المواطن التي يشرك فيها العبد, فإن إنزال المطر من لوازم الربوبية، فإنَّ الرب هوالمتصرف.