أيضاً من التبرك الممنوع: التبرك بالأزمنة, وقد قلنا: إذا اعتقدنا اعتقاداً جازماً صحيحاً بأن البركة من الله جل في علاه, فإن هذه البركة لها أسباب، وهذه الأسباب من اتخذها جعل الله له البركة، فقد شرعها سبحانه لحصول البركة, ومن اخترع أو ابتدع أو شرع أسباباً لم يشرعها الله جل في علاه فقد أشرك.
فإذا قال امرؤ: أن البركة نزلت في أزمنة معينة، فإن لم يأت عليها بدليل من كتاب الله ولا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد افترى على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله جل في علاه علام الغيوب, وهو الذي يملك البركة وهو الذي أنزل البركة, فهو يعلم أين تكون البركة, وما السبب الذي إذا أخذ به المرء حصلت له البركة، فإن قال الله لنا: إن زمان كذا ومكان كذا فيها البركة في أعمالكم وفي أرزاقكم، أخذنا بهذه الأسباب، وإن لم يذكر الله جل في علاه فليس لأحد أن يتقدم بين يدي الله ورسوله ويقول: هذا زمان تتنزل فيه البركات, وتكثر فيه الرحمات, وترفع فيه الدرجات, وتغفر فيه السيئات.