وفيما وقع في باب الحائض: " وقد روى علي بن زياد عن مالك: تقعد أيام لداتها " أهكذا الرواية فيه، أم: " وقد رواه علي بن زياد عن مالك "، وتكون كرواية ابن القاسم، أم: " وقد رواه علي بن زياد عن مالك. وقال علي: إنها تقيم مقدار أيام لداتها ".
والله يعظم أجرك، ويجزل ذخرك، برجمته.
فأجاب وفقه الله، على ذلك بما هذا نصه: تصفحت - رحمنا الله وإياك - سؤالك هذا، ووقفت عليها.
[1]
والصلاة عند مالك رحمه الله، في أول الوقت أفضل، في جميع الصلوات إلا في مسجد الجماعات، فإن التأخير فيها شيئاً من أول الوقت أفضل ليدرك الناس الصلاة.
والدليل على صحة مذهبه ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن أفضل الأعمال، فقال: الصلاة لأول ميقاتها. وما روي عنه من أنه صلى الله عليه وسلم قال: " الصلاة في أول الوقت رضوان الله، وفي وسطه رحمة الله، وفي آخره عفو الله ". فكان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يقول: " رضوان الله أحب إلي من عفو الله " وقد قال الله عز وجل: " والسابقون السابقون أولئك المقربون " [الواقعة: 10] فلا يكون من بادر إلى فعل الطاعة كمن تأنى فيها، ولم يبادر إليها.