الترف ظاهرة في المدينة فإنها ليست كذلك في القرية وإذا كانت القطيعة والخصومة ظاهرة في القرى فإنها ليست كذلك في المدينة، وإذا كان الربا متفشيا في المدن حيث تكثر الإغراءات، والإعلانات عن الأسهم ونحوها فإنها ليست كذلك في كثير من القرى التي ربما لم يسمع سكانها عن الشركات والأسهم، بل يعيش بعضهم عيش الكفاف.
رابعا: أن يعتمد الخطيب على مصادر المعرفة الإسلامية الموثقة وأن يترفع عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والإسرائيليات المدسوسة والحكايات المكذوبة، والمبالغات المذمومة، وكل ما لا يسنده نقل صحيح أو عقل صريح، وأن تكون لغته هي الفصحى، ويبتعد عن العامية، والتكلف في الإلقاء، وأن يعد الخطبة إعدادا جيدا، ويوحد موضوعها، ويرتب الأفكار التي يطرحها بعيدا عن الارتجال الذي يبدأ صاحبه الحديث في قضية معينة، أو مشكلة محددة، ثم يختم الخطبة، وقد استعرض عدة قضايا أو مجموعة من المشكلات دون أن يحرر قضية، أو يحل مشكلة مما يسبب الملل للسامعين، ويضعف الثقة به.
أما إذا أعد الخطبة إعدادا جيدا، وحفظ عناصرها، وجملة ما يريد أن يقوله وكان ذا دربة ومران على الإلقاء بدون الكتابة فإنه لا بأس بذلك، ولا يعد هذا في تقديري ارتجالا.