ثالثا: مراعاة أحوال المخاطبين، واختلاف مداركهم وبيئاتهم. إن مراعاة أحوال المخاطبين أمر مهم لا يصح إغفاله، ومن لوازم اختيار الموضوع المناسب، والوقت المناسب، وعرضه بأسلوب يفهمه المخاطب، والحديث معهم على قدر عقولهم حتى لا يكون فتنة لهم فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه (?) وصح عن الإمام علي رضي الله عنه قوله: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله (?) .
وجاء في إحياء علوم الدين قول الغزالي " كل لكل عبد بمعيار عقله، وزن له بميزان فهمه حتى تسلم منه، وينتفع بك، وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار " (?) .
ومن مقتضيات مراعاة أحوال السامعين أن يدرك الخطيب الفرق بين مجتمع المدينة، ومجتمع القرية فلكل منهما ما يميزه، ولكل منهما مشاكله الخاصة به، وإن كان يحصل أحيانا اتفاق في بعض المشكلات إلا أن كلا من المجتمعين له ما يميزه، فإذا كانت مشكلة