ومن لوازم إعداد الخطبة أن يكون هو الكاتب لها، فلا تفرض عليه خطبة معينة يرددها ترديدا لا روح فيه، وقد تكون الخطبة الموجهة غير مناسبة للسامعين، ولا موائمة للوقت الذي تلقى فيه.
خامسا: ترتيب الأولى، وتقديم الأهم من الموضوعات على المهم. تقدير الأهم على المهم، وترتيب الأولى من الموضوعات يعني وضع الشيء في موضعه فلا يؤخر ما حقه التقديم، أو يقدم ما حقه التأخير ولا يعظم الأمر الصغير أو العكس، وإن كانت أمور هذا الدين كلها مهمة.
فإذا كان الخطيب في قرية أو مناطق نائية فليس من الفقه أن يؤخر الحديث عن أصول العقيدة، وشعائر الإسلام، ثم يبدأ بالحديث، فروع المسائل، وليس من الفقه أن يتحدث معهم في النوافل قبل الحديث عن الفرائض، ولكن الفقه يقتضي أن يبدأ بالفرض قبل النافلة، وبالواجب العيني قبل الكفائي، ويحذر مما ضرره أكبر قبل التحذير مما ضرره أخف.
وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه هذه القاعدة حين بعثه إلى اليمن فقال: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم