غير معقول إلى حد أنَّ دَحضَه جاء بادئ ذي بدء من قبل المستشرقين غير المنقحين. فقد كتب الأستاذ ف. م. دونار (F.M. عز وجلonar) كتابا مستقلا (?) يثبت فيه أن تدوين الروايات والتاريخ الإسلامي بدأ في وقت مبكر من القرن الأول الهجري ويقول: إن عدم وجود أسلوب قرآني في النقوش العربية المكتشفة في النقب مع إشارة فيها إلى التوحيد يمكن اتخاذه شاهدا على جمع القرآن متأخراً. ولو ثبت أن جمع القرآن حصل أولا في الشام وليس في الحجاز- ولكن هذا ما لم يثبته نيفو ولا وانسبرة - لأمكن استخدام الحجة نفسها لإثبات أن تعاليم القرآن وأساليبه تسربت تدريجيا إلى البلاد المجاورة مثل الشام (?) .
وتشير المستشرقة استيلا ويلان (صلى الله عليه وسلمstelle Whelan) إلى ثلاثة شواهد تبطل ادعاءات نيفو ووانسبرة. (?) أولا: النقشان الطويلان الموجودان على وجهي البواكي في قبة الصخرة بالقدس، واللذان يشتملان على مقتبسات من القرآن الكريم، ولاسيما الآيتان 57: 2 و46: 1، مع إثبات كلمة الشهادة في كليهما، نصبهما الخليفة الأموي عبد الملك في سنة 72هـ (691-692م) إلا أن الخليفة العباسي المأمون وضع اسمه مكان اسم عبد الملك بدون تغيير التاريخ. وتقول ويلان: إن وجود اختلافات طفيفة في العبارات لا تعني أن المقتبسات ليست من القرآن، كما يزعم كرون وكوك، (?) بل أدخلت من