في وادي القرى. وهذا يعني أن المصادر الإسلامية أخذت معلومات عن الجاهلية والوثنية السائدة في النقب ثم نسبتها إلى تاريخ الحجاز ومكة في القرن السادس الميلادي. (?) ومن ناحية أخرى اكتشفت في النقب عدد من النقوش العربية تشير إلى وجود اليهودية والنصرانية هناك جنبا إلى جنب مع فكرة التوحيد بدون ذكر نبي أو رسول، كما تحتوي على عبارات توجد في القرآن ولكنها لا تذكر القرآن ولا الإسلام ولا الرسول، وهذه النقوش ترجع إلى القرنين الأول والثاني الهجريين، وفي الوقت نفسه لم تكتشف في الحجاز أية نقوش تدل على وجود القرآن والإسلام هناك في القرنين الأول والثاني الهجريين. فهذا يعني أن القرآن اقتبس الأفكار من اليهودية والنصرانية ومن فكرة التوحيد النقبي القديمة. تم ترسيم (?) القرآن بعد أن أدخلت فيه العبارات العربية الموجودة في تلك النقوش الخاصة بالمصطلحات الدينية للمسلمين وذلك في نهاية القرن الثاني الهجري أو بعده (?) .
من الواضح أن هذه المزاعم خليط مما يقوله المستشرقون القدماء: إن القرآن مقتبس من اليهودية والنصرانية، ومن أقوال جولدتسيهر وشاخت ووانسبرة الذين يزعمون أن المصادر التاريخية الإسلامية مختلقة برمتها في القرن الثاني الهجري، وأن القرآن تم ترسيمه في الوقت نفسه. وقد حاول دي نيفو وأعوانه المنقحون تدعيم هذه الآراء بما يزعمونه شواهد أثرية. ولكن موقفهم