4325 - «وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا أَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ، وَفُرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ، وَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْبَسُهَا، فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرَضِ نَسْتَشْفِي بِهَا» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
4325 - (وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهَا أَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ) : بِالْإِضَافَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْوَصْفِ وَهِيَ بِكَسْرِ اللَّامِ جَمْعُ طَيْلَسَانٍ بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى الْمَشْهُورِ، وَهُوَ عَلَى مَا فِي الْمُغْرِبِ مُعَرَّبُ " تَالَسَانٍ "، وَهُوَ مِنْ لِبَاسِ الْعَجَمِ مُدَوَّرٌ أَسْوَدُ، وَجَمْعُ التَّفَارِيقِ الطَّيَالِسَةُ لُحْمَتُهَا وَسَدَاهَا صُوفٌ وَالتَّاءُ فِي جُبَّةٍ لِلْمُوَحَّدَةِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: جُبَّةُ صُوفٍ سَوْدَاءُ، هَذَا زُبْدَةُ كَلَامِ النَّوَوِيِّ، قَالَ الطِّيبِيُّ: فَعَلَى هَذَا الْإِضَافَةِ لِلْبَيَانِ (كِسَرْوَانِيَّةٍ) : بِكَسْرِ الْكَافِ وَيُفْتَحُ مَنْسُوبٌ إِلَى كِسْرَى مَلَكِ فَارِسَ بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ وَالنُّونِ، وَهِيَ مَنْصُوبَةٌ صِفَةٌ لِجُبَّةٍ، وَقِيلَ مَجْرُورَةٌ صِفَةُ طَيَالِسَةٍ عَلَى رِوَايَةِ الْإِضَافَةِ، هَذَا، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ الْجُبَّةُ ثَوْبَانِ بِطَارِقَانِ، وَيَكُونُ بَيْنَهُمَا حَشْوٌ، وَقَدْ يُقَالُ لِمَا لَا حَشْوَ لَهُ إِذَا كَانَتْ ظِهَارَتُهُ مِنْ صُوفٍ. وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ إِضَافَتُهَا إِلَى الطَّيَالِسَةِ، وَفُسِّرَتْ بِالْخَلِقِ كَأَنَّهُمْ كَنَّوْا بِالْإِضَافَةِ إِلَى الطَّيَالِسَةِ عَنِ الْخِلِقِ ; لِأَنَّ صَاحِبَ الْخَلِقِ لَمْ يَكُنْ لِيَلْبَسَهُ إِلَّا بِطَيْلَسَانٍ لِيُوَارِيَ مَا تَخَرَّقَ مِنْهُ، (لَهَا) : أَيْ لِلْجُبَّةِ (لِبْنَةُ دِيبَاجٍ) : بِكَسْرِ اللَّامِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ فَنُونٍ رُقْعَةٌ تُوضَعُ فِي جَيْبِ الْقَمِيصِ وَالْجُبَّةُ كَمَا مَا فِي النِّهَايَةِ، وَقَالَ شَارِحٌ: هِيَ مَا يُرَقَّعُ بِهِ قَبُّ الثَّوْبِ، وَيُقَالُ لَهُ الْجَرَيَانُ أَيْضًا وَهُوَ مُعَرَّبٌ كَرَبَيَانٍ، وَقِيلَ الظَّاهِرُ أَنَّهَا تُوضَعُ تَحْتَ الْإِبِطِ (وَفُرْجَيْهَا) : بِضَمِّ الْفَاءِ، وَفِي كَثِيرٍ مِنَ النُّسَخِ بِفَتْحِهَا أَيْ شِقَّيْهَا شِقٌّ مِنْ خَلْفُ وَشِقٌّ مِنْ قُدَّامُ (مَكْفُوفَيْنِ) : أَيْ مُخَيَّطِينِ (بِالدِّيبَاجِ) : أَيْ بِثَوْبٍ مِنْ حَرِيرٍ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ خُيِّطَ عَلَى طَرَفِ كُلِّ شِقٍّ قِطْعَةٌ مِنْ أَعْلَى إِلَى أَسْفَلُ: قَالَ شَارِحٌ لِلْمَصَابِيحِ: أَيْ خُيِّطَ شِقَّاهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ، وَالْكَفُّ عَطْفُ أَطْرَافِ الثَّوْبِ. يُقَالُ: ثَوْبٌ مُكَفَّفٌ أَيْ مَوْقِعُ جَيْبِهِ، أَطْرَافُ كَفَّيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الدِّيبَاجِ وَنَصَبَ