فُرْجَيْهَا بِمُقَدَّرٍ مِثْلُ وَجَدْتُ، وَالرِّوَايَةُ الْفَاشِيَةُ بِالرَّفْعِ، وَالتَّوْفِيقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا رُوِيَ فِي الْحِسَانِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: وَلَا أَلْبَسُ الْقَمِيصَ الْمَكْفُوفَ بِالْحَرِيرِ أَنَّهُ رُبَّمَا رَأَى الْكَرَاهَةَ فِي الْكَرَاهَةِ ; لِأَنَّ فِيهِ مَزِيدَ تَرَفُّهٍ وَتَجَمُّلٍ، وَلَمْ يَرَهَا فِي الْجُبَّةِ الْمَكْفُوفَةِ اهـ. وَلَعَلَّ هَذَا مَأْخَذُ قَوْلٍ ضَعِيفٍ فِي الْمَذْهَبِ أَنَّهُ إِنَّمَا يَحْرُمُ لُبْسُ الْحَرِيرِ هَكَذَا إِذَا اتَّصَلَ بِالْبَدَنِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ بَيْنَهُمَا، هَذَا، وَقَالَ النَّوَوِيُّ قَوْلُهُ: وَفُرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ هَكَذَا وَقَعَ فِي جَمِيعِ الْأُصُولِ، وَهُمَا مَنْصُوبَانِ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ أَيْ وَرَأَيْتُ. وَوَافَقَهُ الْقَاضِي، ثُمَّ قَالَ: وَأَمَّا إِخْرَاجُ أَسْمَاءَ جُبَّةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَكْفُوفَةَ بِالْحَرِيرِ، فَقَصَدَتْ بِهِ بَيَانَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مُحَرَّمًا مَا لَمْ يَزِدْ عَلَى أَرْبَعِ أَصَابِعَ اهـ، وَفِيهِ أَنَّ مِقْدَارَ الْحَرِيرِ فِي الْجُبَّةِ غَيْرُ مُبَيَّنٍ وَمُعَيَّنٍ، فَيُحْمَلُ عَلَى مَا هُوَ الْمَعْلُومُ مِنَ الْخَارِجِ، وَإِلَّا فَلَوْ قُدِّرَ قَدْرٌ زَائِدٌ لَقُلْنَا بِهِ كَمَا قُلْنَا بِأَرْبَعِ أَصَابِعَ بَعْدَ تَجْوِيزِهِ قَدْرَ إِصْبَعَيْنِ، مَرَّةً أَنَّ الْقَصْدَ الْمَذْكُورَ مِنْهَا مُحْتَمَلٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (وَقَالَتْ) : عَطْفٌ عَلَى " أَخْرَجَتْ "، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ " فَقَالَتْ " (هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ) : لَعَلَّهَا بِالْهِبَةِ لَهَا مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعَدَمِ الْإِرْثِ فِي الْأَنْبِيَاءِ (فَلَمَّا قُبِضَتْ) : أَيْ تُوُفِّيَتْ (قَبَضْتُهَا) : أَيْ أَخَذْتُهَا بِالْوِرَاثَةِ لِأَنَّهَا أُخْتُهَا (وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْبَسُهَا) : أَيْ أَحْيَانًا (فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى) : وَنَسْقِي مَاءَ غَسْلِهَا لَهُمْ (نَسْتَشْفِي بِهَا) : أَيْ. بِمَائِهَا أَوْ بِالْجُبَّةِ نَفْسِهَا بِوَضْعِهَا عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ، وَالتَّبَرُّكِ بِلَمْسِ الْيَدَيْنِ، وَتَقْبِيلِ الشَّفَتَيْنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015