على المصدر لا غير (جبار) قال الخطابي: هذا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد ولا سائق (والمعدن جبار) هو ما يستخرجه الإنسان من معادن الذهب والفضة ونحوهما، فيستأجر قومًا يعملون فيها فربما انهارت على بعضهم، يقول فدماؤهم هدر لأنهم أعانوا على أنفسهم فزال العتب عمّن استأجرهم (والبئر جبار) قال الخطابي: هو أن يحفر بئرًا في ملك نفسه أو موات فيتردّى فيها إنسان فإنّه هدر لا ضمان عليه فيه.
قلت: روى عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج عن يعقوب بن عتبة وصالح وإسماعيل بن محمد قالوا: كان أهل الجاهلية يضمّنون الحي ما أصاب بهائمهم وآبارهم ومعادنهم، فلمّا ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (في) (?) ذلك هذا القول من القضاء، وهذا من أسباب الحديث وقد ذكرته في اللّمع.
***
(النار جبار) قال الخطابي: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق إنما هو "البئر جبار" حتى وجدته لأبي داود عن عبد الملك الصنعاني عن معمر، فدل على أنّ الحديث لم ينفرد به عبد الرزاق، ومن قال هو تصحيف البئر احتجّ في ذلك بأن أهل اليمن يميلون " النار" يكسرون النون منها فسمعه بعضهم على الإمالة فكتبه بالياء ثمّ