ماذا أقولُ وما لوَصفِ علاكُمُ ... حَدٌّ ولا لنُهاكُمُ من مُنتهى

منكُمْ بدا الشَّرفُ الرَّفيعُ جميعُهُ ... وإلى بهاءِ الدِّين بعدكُمُ انتهى (?)

وقال أيضًا: [من البسيط]

لا غَرْوَ إن كان مَنْ دوني يفوزُ بكم ... وأَنْثني عنكُمُ بالوَيلِ والحَرَب

يُدْنى الأراكُ فَيُمْسي وهو مُلْتثمٌ ... ثَغْرَ الفتاةِ ويُلْقى العُودُ في اللَّهَبِ (?)

وقال في مروحة (?): [من المتقارب]

وقابضةٍ بعنانِ النَّسيمِ ... تُصَرِّفُه كيفَ شاءَتْ هُبوبا

إذا أقبلَ القَرُّ كانتْ عدوًّا ... وإنْ أقبلَ الصَّيفُ كانت حبيبا (?)

السَّنة الثالثة والخمسون وخمس مئة

فيها اتَّفق محمد شاه، وأخوه ملك شاه، وأمدَّه بعسكرٍ، فسار إلى خُوزستان ففتحها، وأبعد عنها شملة التُّرْكماني.

وخَرَجَ الخليفةُ إلى مشهد الحسين عليه السَّلام، فزاره، وأحسن إلى المقيمين به، ومضى إلى واسط، وأزال المكوسَ عنها، ونَظَر في أمر الرَّعية، وعاد إلى بغداد، وخَلَعَ على قويدان، وبعثه إلى بلاد البقش، فنافق، ومضى إلى ملك شاه، وقَبَضَ الخليفة على منكورس نائب السُّلْطان سنجر ببغداد، واستصفى أمواله، وأموال سنجر، وكانت عظيمةً.

وفيها نازل نورُ الدِّين قلعة حارم، وأقام عليها أيَّامًا، فلم يَقْدر عليها، فرحل عنها، ثم عاد بعد ذلك، فحصرها وفتحها، [وسنذكره] (?).

وفي سَلْخ صفر نزلتِ الفرنج على داريَّا، فأحرقوها ونهبوها، وكانوا جاؤوا بغتةً، وخرج إليهم أحداثُ دمشق فقاتلوهم، فأقاموا إلى الليل ورحلوا، وأحرقوا جامعها، وعادوا على الأقليم.

وحَجَّ بالنَّاس قيماز.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015