وصُنْ ماءَ وجْهك عن بَذْلِهِ ... فإنَّ الصِّيانة للوَجه (?) عِزُّ

وقال: [من السريع]

لمَّا بدا لي شَرُّ هذا الورى ... وكنتُ مِن خَيرِهُمُ آيسا

لزمتُ بيتي راحةً منهُمُ ... وصرتُ بالوحدةِ مُسْتأنسا

ومَرِضَ، فكتب إليه صاحِبٌ له أبياتًا، فكتب [في] (?) جوابها: [من الوافر]

أَتَتْني منْكَ أبيات حِسانٌ ... هي الدُّرُّ الثَّمينُ بغير شَكِّ

فكانتْ لا عَدِمتُك بُرْءَ جِسمي ... من البَلْوى فقد زال التَّشكِّي (?)

وقال في ذمِّ إنسان: [من مخلَّع البسيط]

جميعُ أقوالِهِ دعاوي ... وكل أفعالِهِ مَسَاوي

ما زال في فنِّهِ غريبًا ... ليس له في الورى مُساوي (?)

السنة الحادية والخمسون وخمس مئة

في المحرَّم خَلَعَ الخليفةُ على سليمان شاه خِلْعة السَّلْطنة: التَّاج والطَّوق ومركب الذَّهب، واستحلفه أَنَّ العراق يكون للخليفة ولا يكون لسليمان شاه إلا ما يَفْتح بسيفه من غير العراق، وخُطِبَ له على المنابر بعد سنجر، وبَعَثَ إليه بالمال، وقوَّاه بالرِّجال، وخرج إلى النّهروان سَلْخ المحرم، وبَعَثَ إلى الخليفة يقول: ما أرحل حتى أراك فيقوَى قلبي. فخرج الخليفةُ بعساكره من بغداد وهو بين يديه بمرحلة إلى حُلْوان، وبعث معه العسكر، وعاد.

وفي ربيع الآخر أُطلق ابنُ الوزير من قلعة تكريت، فأقام في الأسر ثلاث سنين وأربعة أشهر.

وجاءت الأخبار بأنَّ ملك شاه ابن أخي سليمان شاه قد انضاف إليه، واتصلوا بإيلدكز، واتَّفقوا، وبلغ محمد شاه، فسار إليهم، وضرب معهم مصافًّا، فانهزموا بين يديه، وتشتَّتَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015