ثم نزل مسعود بلال وترشك من تكريت، ومضيا إلى واسط فنهباها، فجهَّزَ الخليفةُ الوزير إليهما، فانهزما، وغَنِمَ الوزير أموالهما، وعاد إلى بغداد، فخَلَع عليه الخليفة، ولقّبه سُلطانَ الجيوش ملكَ العراق.
وخرج العسكر يوم عيد رمضان في زِيٍّ لم يُرَ مِثلُه، فلمَّا كان عَشِيَّة جاء مطرٌ ورعد وبَرق، وزلزلت الأرض، ووقعت صواعِقُ، فوقع بعضها في تاج الخليفة الذي بناه المسترشد، فطار شرارها إلى الرَّقَّة المقابلة للتَّاج، فأحرقت نخيلًا كثيرًا، ودامتِ النَّار أيامًا.
ولما بلغ محمد شاه هذه الأمور عَزَمَ على قَصدِ بغداد، وكاتَبَ أمراء الأطراف يستنجدهم على الخلِيفة، فاتَّفق موت البقش، فَبَطَلَ ذلك، وبقي الصَّبيُّ في يدي [ابن] (?) البقش وحسن الخازندار (?)، فخافا أن يحملاه إلى محمد شاه فيقبض عليه، فذهبا به إلى الجبل، فسَلَّماه إلى زوج أُمِّه إيلدِكِز.
وفيها ضَيَّقتِ الغُزُّ على سنجر، وتركوه في قَفَصٍ من حديد في خيمة، ووكل به جماعة، وأجروا عليه كل يوم ما لا يجري على سائسه، وكان يموت جوعًا، ويبكي ليلًا ونهارًا على نفسه، ويتمنى الموت، والغُزُّ يعيثون في خراسان يَسبُون ويقتلون وينهبون بغير مانع.
وفيها ملك نور الدِّين محمود دمشق، وسببه ما ظهر من مجير الدِّين من الظُّلْم ومصادرات أهلها، وسَفك دمائهم، وأَخْذ أموالهم، وقَبْضه على جماعةٍ من الأعيان، [واستدعى زين الدولة (?) بن الصُّوفي الذي ولاه رياسة دمشق لما أخرج مؤيَّد (?) الدولة منها، فقتله في القلعة، ونهب داره، وأحرق دورَ بني الصُّوفي، ونَهَبَ أموالهم] (?)، وتواترت مكاتباتُه إلى الفرنج يستنجد بهم ويطمعهم في البلاد. [و (?) كان مرادُ نورِ