السنة الثالثة والثلاثون وخمس مئة

فيها زُلْزِلَتْ جَنْزة (?) عشرة فراسخ في مثلها، فأهلكت مئتي ألف وثلاثين ألف إنسان، وخُسِفَ بجَنْزة، وصار مكان البلد ماء أسود، وقَدِمَ التُّجَّار من أهلها، فلازموا المقابر يبكون على أهليهم وأموالهم.

وقال ابنُ القلانسي: إنها كانت عامَّةً في الدُّنيا، وأنها كانت بحلب أعظم؛ جاءت ثمانين مرة، ورمت أسوار البلد وأبراجَ القلعة، وهرَبَ أهلُ البلد إلى ظاهره (?).

ووصل رسولُ ابن قاروت بك ملك كَرْمان يخطب خاتون المستظهرية، فزوَّجه مسعود بها، ونقدَها مئة ألف دينار، وحُمِلَتْ إليه، فماتت عند وصولها.

واستوزر السُّلْطان مسعود محمد بن الخازن من أهل الرّي، فَنَشَرَ العَدل، ورفع المكُوس والضَّرائب، فلم يجدِ الأعداءُ طريقًا إلى بلوغ أغراضهم إلا أنهم أوقعوا بينه وبين قراسُنْقُر صاحب أَذْرَبيجان، فأقبل بالعساكر، وقال: إما قَتْلُه أو الحرب. فخوَّفوا مسعودًا منه، فأمر بقَتْله على كُرْهٍ منه، وبعث برأسه إلى قراسنقر. وقيل: إنَّه لما أزال المكوس والضرائب وأَمَرَ بالمعروف عَزَّ على مسعود، فَدَسَّ قراسنقر حتى فعل ذلك.

[وفيها قتل شهاب الدِّين محمود صاحب دمشق، وسنذكره] (?).

وفيها توفي

إسماعيل بن محمد بن أحمد (?)

أبو طاهر الوَثَّابي، شاعرٌ فصيح، ومترسِّلٌ نجيح، ما زال به اشتغاله بالفنون حتى قيل: به لَمَمٌ أو جنون، وهو القائل: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015