أمير المؤمنين، وأمه لبابة أم ولد. [وقد ذكرنا أنه] (?) ولد في سنة أربعٍ أو خمس أو ستٍّ وثمانين وأربع مئة، وكان شهمًا، شجاعًا ذا هِمَّةٍ، متشاغلًا بالخير والعبادة، سالكًا سيرة القادر [والقائم] (3).
قرأ القرآن، وسمع الحديث [على ابن بيان وأحمد بن السِّيبي] (3)، وروى عنه وزيره عليُّ بن طراد [الزَّينبي] (3) وغيره، [وقد ذكرنا أنه قرئ عليه الحديث لما سار إلى قتال دُبَيس] (3)، وكان له شعر [ذكر منه العماد الكاتب في "الخريدة"]، (3) فمنه: [من الطويل]
أنا الأَشقرُ الموعود (?) بي في الملاحم ... ومَنْ يملكُ الدُّنيا بغير مُزاحمِ
ستبلغُ أرضَ الرُّومِ خيلي وتُنْتضى ... بأقصى بلادِ الصِّين بِيضُ صوارمي (?)
ذكر مقتله: قد ذكرنا خروجه للقاء مسعود، وخِذْلان العساكر له، وورود كتاب سنجر على مسعود يلومه [فيما فعل] (3)، ويأمره بحمل الغاشية (?) بين يديه، وأنه حملها وضَرَبَ له السُّرادق وفيه التخت، [وأجلسه عليه] (3)، فلما كان في تلك الليلة رأى في منامه كأنَّ في يده حمامةً مطوَّقة، وقائلًا يقول له: خلاصُك في هذه. فلما أصبح، أخبر الأمير ابن سُكَيْنة بمنامه، وكان عنده (?)، فقال: يا أمير المؤمنين، فما أَوَّلته؟ فقال: ببيتٍ لأبي تمَّام [من الكامل]