ما هَزَّني طَرَبٌ إلى رَمْلِ الحِمى ... إلا تَعرَّضَ أَجْرَعٌ وعَقِيقُ
شَوقٌ بأَطْرافِ البلادِ مُفَرَّقٌ ... يحوي شتيتَ الشَّمْلِ منه فريقُ
ومدامِعٌ كُفِلَتْ بعارضِ مُزْنَةٍ ... لَمَعَتْ لها بينَ الضُّلوعِ بروقُ
فكأَنَّ جَفْني بالدُّموع مُوَكَّلٌ ... وكأنَّ قلبي للجوى مَخْلُوقُ
إنْ عادتِ الأيامُ لي بطُوَيلعٍ ... أو ضَمَّني والظَّاعنينَ طريقُ
لأُنبِّهَنَّ على الغَرَامِ بِزَفْرتي ... وَلَتَطْربَنَّ لما أَبُثُّ النُّوقُ
أبو تمَّام الزَّينَبي، بيتُه معروفٌ بالشَّرَف والفَضْل.
ولد سنة ست وأربعين وأربع مئة، وسمع الحديث الكثير، وكان سيِّدًا فاضلًا، توفي في ذي القَعدة، وصَلَّى عليه ابنُ عَمِّه أبو القاسم علي بن طِراد، وحُمِلَ إلى الحَرْبية، فَدُفِنَ في تُرْبة أبي الحسن القَزْويني.
ابن ألب رسلان، السُّلْطان.
قد ذكرنا جُمْلةً من سيرته، وكان قد عَزَمَ على إفساد الأمور على الخليفة، فعاجله الموتُ بهَمَذَان يوم الخميس خامس عشرة شَوَّال، وعمره ثمانٍ وعشرون سنة، ومُدَّة وقوع الملك عليه أربع عشرة سنة، وكان قد عَهِدَ إلى ابنه داود وهو صغيرٌ في حِجْر زوجِ أُمِّه الأحمديلي صاحب أَذْرَبيجان، فجدَّد أبو القاسم وزير محمود على الأُمراء العهود، وكتَبَ إلى الأحمديلي بذلك.
وكان مسعود ببلاد أرانية (?)، فتحرَّك إلى العراق، وطَلَب السَّلْطنة، وكتب إلى الخليفة ولم يكتب إلى سنجر، وعَلِمَ سنجر، فسار من خراسان إلى هَمَذَان، وفوَّضَ