وفيها تكاملت عمارة دار السُّلْطان ببغداد التي تولَّى عِمارتها بِهْروز الخادم، وحَمَلَ إليها أعيانُ الدَّوْلة أنواعَ الفُرُش والبُسُط والأواني، وأمَر السُّلْطان أن يحضرها القُضَاة والأشراف والصُّوفية والقُرَّاء، فحضروا، وقرؤوا القرآن فيها ثلاثةَ أيامٍ متوالية (?).
وفيها تُوفِّي (?)
أبو القاسم السَّعدي، الصِّقِلِّي، مِنْ كبار علماء صِقِلِّية، صنفَ كتابًا سَمَّاه: "الدُّرَّة الخطيرة في ذكر شُعراء الجزيرة" (?)، يعني جزيرة صِقِلِّية، قَدِمَ مِصر، ومَدَحَ الأفضل [ابن أَمير الجيوش] (?)، ومِنْ شِعْره في الزُّهْد: [من الوافر]
تَنَبَّهْ أيُّها الرَّجُلُ النَّؤوْمُ ... فقد نَجَمَتْ بعارضِكَ النُّجومُ
وقد أبدى ضِياءُ الصُّبحِ عَمَّا ... أَجَنَّ ظلامَهُ اللَّيلُ البهيمُ
فلا تَغْرُرْكَ يَا مغرورُ دنيا ... غَرورٌ لا يدومُ لها نعيمُ
وقيل: إنَّه مات سنةَ ثمانٍ وخمس مئة، وقيل: عاش إلى آخر زمانِ الأفضل.
وذكر في كتاب: "الدُّرَّة الخطيرة"، جماعةً من الفُضَلاء، منهم أبو الحسن عليُّ بنُ عبد الرَّحْمَن بن أبي البِشْر الكاتب الأَنْصَارِيّ، له بيتان جَمَعَ فيهما حروفَ المعجم، وهما: [من البسيط]