وحماة ودمشق وأعمالها، وجازوا على البِقاع، فنزلوا الغَوْر على [القحاوين] (?)، وجمَعَ بغدوين، ونَزَلَ على جسر الصَّنِّبْرَة (?)، فتقَدَّم بعضُ الغِلْمان، وقطَعَ الجسر للعلوفة، فالتقوا الفرنج، ونَشَبَ القتال، وجاء أتابك، وقطع الجِسْر، واقتتلوا، فانهزم الفرنج، وقتِلَ منهم نحو ألفي فارس من الشُّجعان والأبطال، وغَنِموا أثقالهم، وأُفلت بغدوين بعدما قُبِضَ وأُخذ سلاحه، وغَرِقَ أكثرهم في البحيرة بحيث صارت دمًا، وامتنع النَّاس من الشُّرب منها أيامًا [حتى صفت] (?).
وبعث أتابك ومودود إلى السُّلْطان محمَّد يخبرانه بهذا الفتح، وبعثا بالأسارى والهدايَا، ورؤوس الفرنج وخيولهم وسلاحهم (?).
ثم أغار المسلمون على الضِّياع التي بين القُدْس وعكا، وأخربوا ونهبوا وقتلوا، وعادوا إلى دمشق، فنزل مودود في حُجْرة الميدان الأخضر، وبذل أتابك المجهود في خدمته [وكل ما يقدر عليه] (5)، وخدمه بنفسه، وواصلا الصَّلاة في جامع دمشق، والتبرُّك بنظر المُصحَف.
قال [أبو يعلى] (?) ابن القلانسي: وهذا المُصحف حمله عثمان بن عفان - رضي الله عنه - من المدينة إلى طبرية، وحمله أتابك طُغْتِكين من طبرية إلى دمشق (?).
[فصل وفيها تُوفِّي
أبو نصر الدِّينوري، والدُ شُهْدة بنت أَحْمد الكاتبة، شيخة شيوخنا.