الحرمين يستفيدون منه، وصنف الكُتُب، فكان إمام الحرمين لا يؤثر ذلك لما لا يخفى من طباع البشر، وإنما كان يُظْهر خلافَ ذلك.

ثم خرج أبو حامد من نيسابور، وقدِمَ على نظام المُلْك، فأقبل عليه أحسن قَبُول، وأمره بالتدْريس بالنّظامية ببغداد، فدرَّس بها -وذكر تصانيفه- ثم تزهَّد، وسَلَكَ طريق التألُّه (?)، وتَرَكَ الحُشمة (?)، وحَجَّ، ووَرَدَ الشَّام، وسكن المنارة الغربية من جامع دمشق، وتمَّم فيها "الإحياء"، ثم عاد إلى وطنه بعد أن أقام بالشَّام عَشر سنين (?).

[وأما الحافظ ابن عساكر فقال] (?): قَدِمَ الشَّام سنةَ تسعٍ وثمانين [وأربع مئة] (?)، وكان إمامًا في عِلْم الفِقه مذهبًا وخلافًا، وسَمِعَ "صحيح البُخَارِيّ" [من أبي سهل محمَّد بن عبد الله الحَفْصي (?) -وذكر بمعنى ما ذكرنا-، قال: ] (?)، وكانت وفاته في جُمادى الأولى بطُوس (?).

وله [من] (?) المصنفات: "البسيط"، و"الوسيط" و"الوجيز"، و"تهافت الفلاسفة" و" [بداية] (?) الهداية"، و"شرح أحوال الباطنية" و"المستصفى" في أصول الفِقه، ويقال: إنَّه صنف ثلاثين كتابًا (?).

وذكره ابنُ السَّمْعاني في "الذَّيل"، وقال: ومن شِعْره: [من الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015