يقومُ للنَّاس مُكْرِمًا فإذا ... راموا نَدَاه يقومُ للناسِ (?)
كتب إلى الأفضل ابنِ أَمير الجيوش يقول: [من الطَّويل]
وَهَبْني أساءَتْ فِكْرتي أو تَعذَّرَتْ ... عليَّ القوافي أو جَفَتْني المقاصِدُ
أَما كان في حُكْمِ التَّناصُفِ بيننا ... تراضٍ ولي مِنْ حُسْنِ رأيكَ عاضِدُ (?)
[ذكره الأئمة وأربابُ السِّير، منهم جدِّي، وعبد الغافر في "ذيل نيسابور"، وابن السَّمْعاني، والحافظ ابن عساكر.
فأما جدِّي، فإنَّه قال: ] (?) ولد سنة خمسين وأربع مئة، وتفقَّه على أبي المعالي الجويني، وبَرَعَ في النَّظر في مُدَّةٍ قريبة، وقاوم الأقران، وتوحَّد، وصنف الكُتُبَ الحِسان في الأصول والفروع، التي تَفَرَّد بحُسْنِ وَضْعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها، حتَّى إنه صنف في حياة أُستاذه ابن الجُوَيني، فنَظَرَ في كتابه المسمَّى بـ"المنخول"، فقال: دَفَنْتني وأنا حيٌّ، هلَّا صَبرْتَ حتَّى أموت. وأراد أن كتابك قد غَطَّى على كتابي.
ووقع له القَبُول من نظام المُلْك، فَرَسَمَ له بالتدريس بمدرسته ببغداد، فدخل بغداد سنة أربعٍ وثمانين وأربع مئة، ودرَّس بها، وحَضَرَه الأئمة الكبار كابن عَقِيل، وأبي الخطاب (?)، وتعجبوا من كلامه، واعتقدوه فائدة، ونقلوه في مُصنفاتهم، ثم إنه تَرَك