وتزوَّجَ الخليفةُ ببنتِ السُّلْطان مَلِك شاه أُخْتِ محمَّد شاه، وتولَّى العَقْد من ناحيةِ محمَّد [شاه]، (?) وزيره سعيد بن نظام المُلْك (?)، ومن ناحية الخليفة الوزير نظام الدِّين أحمد بن نظام المُلْك، وخَطَبَ أبو العلاء صاعد بن محمَّد الفقيه الحَنَفي.
وفيها أخذتِ الفرنجُ طَرابُلُس -وقيل في السَّنة الآتية (?) - اجتمع عليها ملوكهم ريمند بن صنجيل في ستين مركبًا في البحر مشحونة بالمقاتلة، وطنكري صاحب أنطاكية، وبغدوين صاحب القُدْس، وشرعوا في قتالها، وضايقوها منذ أول شعبان إلى حادي عشر ذي الحِجَّة، وأسندوا أبراجهم إلى السُّور، فلما رأى مَنْ بها من العَسْكر وأهلِ البلد ذلك سُقِطَ في أيديهم، وأيقنوا بالهلاك مع تأخُّرِ أُسطول مِصر عنهم، وكان كلما سار الأُسْطول نحوهم رَدَّتْه الرِّيح إلى مِصر، فلما كان يوم الاثنين هَجَمها الفرنج ونهبوها، وأسروا رجالها، وسَبَوْا نساءها، وأخذوا أموالها وذخائرها مما لا يُحصى ولا يُحصر، واقتسموها بينهم، وساروا إلى جَبَلَة (?)، وبها فخرُ المُلْك بن عَمَّار، فتَسَلَّموها بالأمان في ثاني عشري ذي الحِجَّة، وخَرَجَ منها ابنُ عَمَّار سالمًا، ووصل حينئذٍ الأُسطول المِصري، ولم يخرج فيما تقَدَّم من مِصر مِثْلُه، فوجدوا البلد قد أُخذ، فعادوا إلى مِصر، وجاء ابنُ عمار إلى شَيزَر، فيكرمه صاحِبُها سُلْطان بن علي بن مُنْقِذ