المسير إلى طَرَابُلُس، وطال مقام فخر المُلْك طولًا ضَجِرَ معه، وعاد إلى دمشق في المحرّم سنة اثنتين وخمس مئة.
وأما تاج الملوك بُوري، فإنَّه لقي من السُّلْطان كل ما يَسُرُّه، وخَلَعَ الخليفةُ والسُّلْطان عليه، وعاد إلى دمشق [في آخر ذي الحجة.
ولما عاد ابنُ عمار إلى دمشق] (?)، وأقام بها أيامًا سار إلى جَبَلَة، فدَخَلها وأطاعه أهلُها، وأنفذ أهلُ طرابُلُس إلى الأفضل بمِصر يلتمسون إنفاذَ والٍ يَصِلُ إليهم في البحر ومعه الغَلَّة والميرة ويتسلَّم البلد، فبعث إليهم شَرَفَ الدَّوْلة بن أبي الطَّيِّب، فلما حَصَلَ بها؛ قبضَ على جماعةِ فخر الملك ابن عَمَّار وأصحابه وذخائره وأمواله، وبَعَثَ بها إلى مِصر (?).
وفيها خَرَجَ بغدوين من القُدْس، فنَزَل على صَيدا وضايقها، وجاء الأُسطول من مِصر، فَدَفَعَه عنها، فعاد إلى القُدس (?).
وفيها أغار طُغْتِكين على طبرية، وكان بها جرفاس مقَدَّم الفرنجية، وكان من أكبر الملوك، فخرج من طبرية، والتقوا، فَقَتَلَ أتابكُ منهم مَقتَلَةً عظيمة، وأسر جرفاس وخواصَّه، فَبَذَل في نفسه أموالًا عظيمة، فلم يَقْبَل منه، وبَعَثَ به وبأصحابه هديةً إلى السُّلْطان (?).
وفيها توفي
ولد بالكوفة، ونشأ ببغداد، وقرأ الأدب، ثُمَّ انتقلَ إلى دمشق، ومات بها، وكان فاضلًا شاعرًا، ومن شِعْره: [من السريع]