ابن أحمد بن القاسم، أبو الحسين بن الطُّيوري الصَّيرفي، ويعرف بابنِ الحَمَامي.
ولد في ربيع الأوَّل سنة إحدى عشرة وأربع مئة، وسَمِعَ الكثير، ومتَّعه الله بذلك، حتى انتشرت عنه الرِّواية، وكان حسَنَ السَّمْتِ، وَرِعًا، صالحًا، أمينًا، صَدُوقًا مُكْثرًا، كثيرَ العِبادة، كَتَبَ بخَطِّه شيئًا كثيرًا، وتوفِّي في ذي القَعدة، ودُفِنَ ببابِ حَرْب.
والي الأندلس، وقد ذكرناه (?)، وقام مقامه ولده عليُّ بنُ يوسف (?). وفي أيام على ظَهَرَ محمَّد بن عبد الله بن تُوْمَرْت المَصمُودي، ويلقَّب بالمهدي، وكان يَزعُمُ أنَّه من سُلالة الحسنِ بنِ علي -رضي الله عنهما-، وقبيلته في المصَامدة تعرف بهَرْغة في جبال السُّوس من بلد المَغْرب، فأظَهَرَ الأمْرَ بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنقَّلَ في البلاد، فلما صار إلى قرية ملَّالة بقُرب بِجَاية لقي عبد المؤمن بن عليِّ، فَصَحِبَه، وأشهَرَ أمْرَه في سنة خمس عشرة وخمس مئة (?)، وسمَّى أصحابه الموحِّدين، وبايعوه على أنَّه المهديُّ الذي بَشَّر به النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وبلَغَ خبرُه عليَّ بنَ يوسف بنِ تاشفين، فجهَّزَ إليه جيشًا بعد جيشٍ، وابن تُومَرْت يُنْصَرُ عليهم إلى سنة أربع وعشرين، فسار إلى مَرَّاكُش، ومعه عبد المؤمن في أربعٍ وعشرين ألفًا، فخَرَجَ إليه عليُّ بنُ يوسف، فَظَهَرَ على ابن تُومَرْت [وقتِلَ من أصحابه ثلاثة عشرة ألفًا، وانهزم ابن تومرت] (?)، وقال لأصحابه: عبد المؤمن في