ذكر بداية قُليج (?) أرسلان:
كان قد قصد باب السلطان ملك شاه جلال الدولة، وأقام في خدمته، فأمره بقصد الروم، فسار في جيش من النازكية (?)، ففتح ملطية وقيسارية وأقصرى وقُونية وسيواس وجميع ولاية الروم وأقام بها، فلمَّا كاتبه وزير ميَّافارقين قدم إليها وملكها، واستوزر ضياء الدين محمَّد، وجمع أمراء دياربكر؛ إبراهيم صاحب آمِد، والسبع الأحمر صاحب أسعرد، وجماعة، وولي ميَّافارقين مملوك أبيه خمرتاش السليماني، وكان أتابكه، وخرج من ميَّافارقين، وأخذ معه ضياء الدين، وأقطعه أبُلُستين (?) وجاء إلى الموصل فالتقاه جاولي مملوك السلطان محمَّد، فكسره، فانهزم قُليج أرسلان، فلما رأى الهزيمة ألقى نفسه في الخابور، فغرق، وحُمِلَ تابوته إلى ميَّافارقين وقام خمرتاش السليماني في الملك.
وقيل: إن الذي فتح الروم هو سليمان بن قُتُلْمِش وبعده قُليج أرسلان.
قال المصنف رحمه الله: كذا رأيت في "تاريخ ميَّافارقين"، ورأيت في "تاريخ دمشق" لابن القلانسي أنَّ قُليج أرسلان غرق سنة خمس مئة، وسنذكره هناك إن شاء الله تعالى.
وفيها بعث يوسف بن تاشفين أميرُ الغرب إلى المستظهر يخبره أنه خُطب له بالمغرب، ويطلب الخِلَعَ والتقليد، فبعث إليه ما طلب.
وابن تاشفين أول أمراء الملثَّمين، ومات سنة خمس مئة، وقام بعده ولده علي بن يوسف، وفي أيامه ظهر محمَّد بن عبد الله بن تومرت، وسنذكره إن شاء الله تعالى.
وفيها تُوفي
أبو المظفر، السلطان، قدم العراق ثلاث مرات، وخُطِبَ له ببغداد ست دفعات، وكان بأصبهان، فاشتدَّ مرضُه، وكان به سِلٌّ وبواسير، فخرج من أصبهان في المُحرَّم