ذَرِ (?) الناسَ واصحَبْ وَحْشَ بَيداءَ قَفرةٍ ... فإنَّ رِضاهُم غايَةٌ ليس تُدرَكُ
إذا ذكروا المخلوقَ عابوا وأطنَبوا ... وإن ذكروا الخَلَّاق حابوا وأَشرَكوا
كَلِفْتَ بِدُنياكَ الَّتي هي خُدعَةٌ ... وهلْ خُلَّةٌ منها أغَرُّ وأفرَكُ
إذا فاتَكَ الإثراءُ من غيرِ وَجهِهِ ... فإنَّ قليلَ الخَلِّ خيرٌ (?) وأَبرَكُ
وقال: [من الطويل أيضًا]
تسمَّى رجالٌ بالملوكِ سفاهةً ... ولا مُلْكَ إلَّا للَّذي خلقَ المُلْكا
أرى فلكًا ما دارَ إلَّا لحكمةٍ ... فلا تنسَ مَنْ أجرى لحاجَتِكَ الفُلْكا
وقال: [من البسيط]
في الوحدةِ الراحةُ العظمى فأحيِ بها ... قلبًا وفي الكونِ بين الناس أثقالُ
إنَّ الطبائعَ لمَّا أُلِّفَتْ جَلَبَتْ ... شرًّا تولَّدَ منه القيلُ والقالُ (?)
وقال: [من السريع]
كم تنصحُ الدنيا ولا نقبَلُ ... وفائزٌ مَنْ جَدُّهُ مُقبِلُ
إنَّ أذاها مثلُ أفعالِنا ... ماضٍ وفي الحالِ ومُستقبَلُ
أجبَلَتِ الأبحرُ في عصرِنا ... هذا كما أبحَرَتِ الأجبُلُ
فاتْرُكْ لأهلِ المُلكِ لذَّاتِهمْ ... فحسبُنا الكمأةُ والأحبُلُ (?)
ونشربُ الماءَ براحتِنا ... إنْ لم يكُنْ في بيننا جُنْبُلُ (?)
لا تأمنُ الأغفارُ في النِّيقِ أنْ ... تُصبِحَ موصولًا بها الأحبُلُ (?)
لو نطقَ الدَّهرُ هجا أهلَهُ ... كأنَّه الرُّوميُّ أو دِعْبِلُ (?)