وأخرج له القشيري أبياتًا وهي: [من الطَّويل]
فكيف وما استدعانيَ الذِّكرُ ساعةً ... لغيرِكَ إلَّا كنتَ فاتحةَ الذِّكرِ
ولا سنحَتْ لي خطرةٌ نحوَ حاضرٍ ... ولا غائبٍ إلَّا وأنتَ لها المُجري
بفقري بوجدي باغترابي بوحدتي ... بطولِ البُكا مني على فائتِ العمرِ
تَلافَ الذي قد ماتَ مني بنظرةٍ ... أصولُ بها يوم القيامةِ في الحشرِ
[وفيها تُوفِّي]
أبو الحسن، المؤدِّب، من قرية ببلد البصرة يقال لها: فالله، بفاء. أقام بالبصرة مدة، وسمع الحديث، وقدم بغداد، وأقام بها، وتُوفي في ذي القعدة، ودفن بمقبرة جامع المنصور، وكان شاعرًا فصيحًا، ثقةً، ومن شعره: [من الكامل]
لمَّا تبدلتِ المجالسُ أوجهًا ... غيرَ الذين عهدتُ من علمائها
ورأيتُها محفوفةً بسِوى الأُلى ... كانوا ولاةَ صدورِها وفِنائها
أنشدتُ بيتًا سائرًا متقدمًا ... والعينُ قد شرقَتْ بحَمَّةِ (?) مائها
أمَّا الخيامُ فإنها كخيامهم ... وأرى نساءَ الحيِّ غيرَ نسائها
وقال: [من الطَّويل]
تصدَّرَ للتدريسِ كلُّ مُهوِّسِ ... بليدٍ يُسمَّى بالفقيهِ المدرِّسِ
فحُقَّ لأهل العلم أن يتمثَّلوا ... ببيتٍ قديمٍ شاعَ في كلِّ مجلسِ
لقد هزُلَتْ حتَّى بدا من هُزالِها ... كُلاها وحتى سامها كلُّ مُفْلِسِ
وكان قد باع "الجمهرة" لابن دريد وندم بعد ذلك، فقال: [من الطَّويل]
أنِسْتُ بها عشرين حولًا وبِعْتُها ... فقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظنِّي أنني سأبيعُها ... ولو خلَّدَتْني في السجونِ ديوني