وقال: [من الرجز]

سقى الحيا عهدَ الحمى أعذبَ ما ... تسقي السماواتُ بهِ الأرْضِينا

وخصَّ باناتٍ على كاظمةٍ ... وزادها نضارةً ولِينا

وواصلَتْ ما بينَها ريحُ الصَّبا ... فعانقَتْ غصونُها الغصونا

ورَدَّ أوطارًا بها ماضيةً ... عليَّ أو أحِبَّةً باقينا

هبة الله بن الحسن (?)

أبو الحسين، البغدادي، ويُعرف بالحاجب، كان أديبًا شاعرًا فصيحًا، وكانت وفاتُه ببغداد فجأةً في رمضان، ومن شعره: [من مجزوء الكامل]

يا ليلةً سلَكَ الزما ... نُ بطيبِها في كلِّ مَسْلَكْ

إذْ أرتقي روضَ المسرَّة ... مُدرِكًا ما ليسَ يُدْرَكْ

والبدرُ قد فضحَ الظَّلا ... مَ فسِترُهُ فيكَ مُهتَّكْ

وكأنَّما زُهْرُ النجو ... مِ بلَمْعِها شُعَلٌ تَحرَّكْ

والغيمُ أحيانًا يلو ... حُ كأنَّهُ ثوبٌ مُمسَّكْ

وكأنَّ تجعيدَ الرِّيا ... حِ لدجلةٍ ثوبٌ مُفرَّكْ

وكأنَّما المنثورُ مُصفـ ... ـرُّ الذُّرا ذهَبٌ مُسبَّكْ

والنورُ يَبْسِمُ في الريا ... ضِ فإنْ نظرتَ إليه سَرَّكْ

وكأن نشْرَ المسكِ ينفـ ... ـحُ في النَّسيمِ إذا تَحرَّكْ

شارطْتُ نفسي أن أقو ... مَ بشرطها والشَّرطُ أملَكْ

حتَّى تولَّى الليلُ مُنْـ ... ـهزمًا وجاء الصبحُ يضحَكْ

واهِ الفتى لو أنَّهُ ... في ظل طيبِ العيشِ يُترَكْ

والدهرُ يَحْسُبُ عمرهُ ... فإذا أتاه الشَّيبُ فَذْلَكْ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015