وقال: [من الطويل]

أجيرانُنا بالغَوْرِ والركبُ مُتهِمُ ... أيعلَمُ خالٍ كيفَ باتَ المُتيَّمُ

رحلتُمْ وعمرُ الليلِ فينا وفيكُمُ ... سواءٌ ولكِنْ ساهرونَ ونُوَّمُ

فيا أنتمُ مِنْ ظاعِنينَ وخلَّفوا ... قلوبًا أبَتْ أنْ تعرفَ الصبرَ عنهمُ

ولمَّا جلا التوديعُ عمَّا حذرتُهُ ... ولم يبقَ إلا نظرةٌ تُتَغَنَّمُ

بكيتُ على الوادي فحرَّمْتُ ماءَهُ ... وكيف يحِلُّ الماءُ أكثرهُ دمُ

وقال: [من الرمل]

وبجرعاء الحمى قلبي فعِجْ ... بالحمى واقرأْ على قلبي السلاما

وترجَّلْ فتحدَّثْ عجبًا ... أنَّ قلبًا سار عن جسم أقاما

قُلْ لجيران الغضا آهٍ على ... طِيبِ عيشٍ بالغضا لو كانَ داما

حَمِّلوا ريحَ الصَّبا نَشرَكُمُ ... قبلَ أن يحمِلَ شيحًا وثُماما

وابعثوا أشباحَكُمْ لي في الكَرى ... إنْ أذِنْتُم لجفوني أن تناما

وقال: [من الطويل]

صحا القلبُ لكن صبوةٌ وحنينُ ... وأقصَرَ إلَّا أن يخِفَّ قَطينُ

وقال: [من الطويل]

قالوا يكونُ البَينُ والمرءُ رابِطٌ ... حشاهُ بفضلِ الحزْمِ قلتُ يكونُ

وقد يُضمِرُ القلبُ الصَّرامةَ لو وفى ... ويصدُق وعدُ الصبرِ ثم يَمينُ

دعوني فلي إن زُمَّتِ العيسُ وقفةٌ ... أُعلمُ فيها الصخرَ كيفَ يلينُ

وخلُّوا دموعي أو يقال نعم بكى ... وزفرةَ صدري أو يُقال حزينُ

فلولا غليلُ الشوقِ أو دمعةُ الأسى ... لما خُلِقَتْ لي أعينٌ وجفونُ

وجوهٌ على وادي الغضا لا عَدِمْتُها ... وكلُّ عزيزٍ بالجمالِ يهونُ

تشبَّثْتُ بالأقمارِ عنها عُلالةً ... وباناتِ سَلْعٍ والفروقُ تَبينُ

وعَوَّذني عَرَّافُ نجدٍ بذِكْرِها ... فأعلَمني أنَّ الغرامَ جنونُ

تَعوَّدَ داءً ظاهرًا أن يَطُبَّهُ ... فكيفَ لهُ بالدَّاءِ وهْوَ دفينُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015