[وفيها توفِّي]

الحسن (?) بن مراون

أبو علي، الكردي، الأمير، صاحب مَيَّافارقين، قد ذكرنا (?) بدايتَه وما فعل بأهل مَيَّافارقين [وإخراجهم من البلد]، فلمَّا تمكَّن من ديار بكر أرسل إلى حلب فخطبَ سِتَّ الناس بنت الأمير سعد الدولة شريف بن سيف الدولة بن حمدان، ونقدَها مئتي ألف درهم، وشرطوا عليه أن يدخل بها في آمِد، ويكونُ مُقامُه بها، فبعث إليها أعيانَ نساء ديار بكر وفي جملتهم بنت الخطيب أبي طاهر محمد بن عبد الرحيم (?) بن نُباتة، وجُهِّزتِ العروسُ أحسنَ [جَهاز]، وخرجت من حلب، وخرج الأمير أبو علي الحسن من ميَّافارقين إلى آمِد ليدخُلَ بها هناك، فوصلتِ العروسُ إلى الرُّها، فنزلت بظاهرها، وقد بعث إليها عسكرًا عظيمًا يتلقَّاها، وكانت ليلةً مقمرةً، فخرجت من المخيَّم في ضوء القمر، فسمعَتْ قائلًا يقول تسمع صوتَه ولا ترى شخصَه: [من المنسرح]

لهفي على فارسٍ فُجِعتُ بِهِ ... أرملَني قبلَ ليلةِ العرسِ (?)

فارتاعت وعادت إلى الخيمة وهي حزينة، فقالت لها بنت [ابن] نُباتَة: ما الذي بِكِ؟ فأخبرتها، فقالت: لا تَتوهَّمي، فكأنِّي بكِ غدًا مَلِكةَ ديار بكر. فسمعَتْ قائلًا يقول من وراء الخيمة: قد بقي إن تمَّ. فازدادت وهمًا (?)، وسارت يومين، وإذا بغبرةٍ قد أقبلت من أصحاب الأمير، فقالت لها: أبشري، [فهذه بشارة خير]، فلمَّا قَرُبوا خَبَّروا أنَّ الأمير قُتِلَ على باب آمِد، فرجعتِ المرأة (?) إلى حلب، وعاد النساء (?) إلى ميَّافارقين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015