عليه خطيئة. سمع أبا العباس الأصمَّ وطبقتَه، ولم يزل معروفًا بالعبادة من زمن الصبا إلى أن توفي، وروى عنه محمد بن المظفر الحافظ وغيره. وقال الحاكم: حدثني أبو عبد الله ابن إبراهيم أنَّه رأى أخاه أبا حامد في المنام في نعمةٍ وراحةٍ، ووصفها، فسأله عن حاله، فقال: لقد أنعمَ اللهُ عليَّ، فإن أردتَ اللَّحاقَ بي فالزم ما كُنْتُ عليه.
أبو علي، المدائني، ويُلقَّب بالهائم، روى عن السَّري الرفَّاء ديوانَه، وكان شاعرًا فاضلًا، مات ببغداد في صفر، ومن شعره في كَوْسَج: [من المنسرح]
وَجْهُ اليمانيَّ مَنْ تأمَّلَهُ ... أبصرَ فيه الوجودَ والعَدَما
قد شابَ عُثْنونُهُ (?) وشارِبُهُ ... وعارضاه لم يبلُغا الحُلُما
أبو بكر، السُّوسي، شيخ الصوفية بدمشق، الزاهد، العابد، ما عقدَ على درهمٍ ولا دينارٍ، ولا اغتسلَ من مباشرةِ حلالٍ ولا حرام، ومات بدمشق، حدَّث عن أحمد بن عطاء الرُّوذْباري وأقرانه، ولقي المشايخ، وروى عنه أبو نصر بن الحُباب وغيره.
أبو طالب، المكي [لزاهد]، صاحب "قوت القلوب"، من أهل الجبل، نشأ بمكة، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتمى إلى مقالته. وقال العَتيقي: كان أبو طالب رجلًا صالحًا [مجتهدًا]، صنَّف كتابًا سمَّاه "قوت القلوب"، ذكر فيه أحاديثَ لا أصل لها، وكان يعِظُ الناس ببغداد في الجامع. وقال ابن العلَّاف: قدم أبو طالب بغداد، فاجتمع إليه الناس في مجلس الوعظ، فخلط في كلامه، وحفظ عنه أنَّه قال: ليس على المخلوقين أضرُّ من الخالق. فبدَّعه الناس وهجروه، فامتنع من الكلام على