وفيها تُوفِّيت أم العباس بنت المُكتفي بالله، وقد أنافَتْ على تسعين سنة.

وفي ذي القَعدة (?) كثُرَتِ العواصفُ، وهبَّتْ بفمِ الصُّلح (?) ريحٌ عظيمةٌ شُبِّهَتْ بالتِّنِّين، خرقَتِ الدِّجلة من غربها إلى شرقها، فأهلكَتْ خلقًا كثيرًا، وغرَّقَتْ كثيرًا من السُّفن الكبار المسوَّرة بالأمتعة، واحتملَتْ زورقًا كبيرًا مُنحدِرًا فيه دوابُّ كثيرة وطرحَتْه في بطن جوخا (?)، وشُوهِدَ بعد أيام.

وفيها بدأ المرض بشرف الدولة، وسببُه سوء مزاج.

ولحِقَ الناسَ بالبصرةِ حَرٌّ عظيمٌ في نيِّفٍ وعشرين يومًا من تموز، فكان الناسُ يتساقطون موتى في الطُّرق والشوارع.

وفيها ولَّى العزيزُ بالله صاحبُ مصر على دمشق مُنيرًا الخادم، وعزل عنها بكجور التركي -وقيل: إنما أخرج منها بُكْتِكين التركي- لأنه كان قد عصى على صاحب مصر، وحجَّ بالناس على ما قيل.

وفيها تُوفِّي

أحمد بن الحسين

ابن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين -الأصغر- بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليه السلام -، [العلوي]، الدمشقي، ويُعرف بالعَقيقي (?)، وصاحب الدار المشهورة بدمشق بنواحي باب البريد (?)، وله الحمَّام إلى جانبها، وكان من وجوه الأشراف، جوادًا، [سمحًا]، مُمَدَّحًا؛ مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر، فقال: [من البسيط]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015