توفِّي في ربيع الآخر، ودُفن في تربة أبيه التي جدَّدها بالرُّصافة عند تربة جدته شَغَب (?).
أبو الحسن، الثقفي، الورَّاق، البغدادي، ويعرف بابن لؤلؤ.
ولد سنة إحدى وثمانين ومئتين، وسمع خلقًا كثيرًا، وتوفِّي ببغداد في المُحرَّم، وكان ثقةً، إلا أنه كان يأخذ على سماع الحديث الشيء اليسير.
قال التَّنوخي: حضرتُ عند ابن لؤلؤ مع أبي الحسين البيضاوي لنقرأ عليه -وكان قد ذُكر له عددُ من يحضر السماع- ودفعنا إليه دراهم وافقناه عليها، فرأى في جملتنا واحدًا زائدًا على العدد الذي ذكرناه له فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدِّهليز، وجعل البيضاوي يقرأ ويرفع صوته ليُسْمِع الرجل، فقال ابن لؤلؤ: يا أبا الحسين، أتتعاطى عليَّ وأنا بغدادي من باب الطاق، ورَّاقٌ، شيعيٌّ، أزرق! ثم أمر جاريتَه بأن تدقَّ في الهاون أُشنانًا (?) حتى لا يسمع الرجلُ صوتَ البيضاوي.
فيها في المُحرَّم أمرَ شرفُ الدولة بأن تُرصَد الكواكبُ السبعةُ في مسيرِها وتنقُّلِها في بروجِها، على مثالِ ما كان المأمونُ يفعل، وتولَّى ذلك وَيْجَن بن رستم الكوهي، وكان له عِلمٌ بالهيئة والهندسة، فبنى بيتًا في دار المملكة في آخر البستان [مما يلي الحطَّابين]، وأقام الرَّصَد، فتمَّ لليلتين بقِيَتا من صفر.