شرف الدولة أحاطت بما بين (?) الحدِّ من كَرْمان طولًا، إلى ديار بكر عرضًا، إلى الأحساء والجزيرة، وكانت له تجارات وحمولات، وكانت توقيعاتُه تُقبل بنيسابور، ووقَّع لبعض الجند بجامَكية (?) على الموصل النصف، وعلى عُمان النصف.

[قلت: وقد بلغ نظام الملك من نفاذ الأمر أعظم من هذا؛ كان يكتب وهو بما وراء النهر توقيعات للفرَّاشين على القسطنطينية، وسنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى].

وفي المُحرَّم خرج أبو منصور قَراتَكين الجهشِياري إلى المُصلَّى ليتوجَّه إلى قتال بدر بن حسنويه بالجبل، وخلع عليه شرفُ (?) الدولة، وخرج لِوَداعه، فسار في الجيش لخمسٍ خَلَوْنَ من صفر، وكان شرفُ الدولة متغيِّظًا على بدر لِمُمايلتِه إلى فخر الدولة عمِّه وعدوله عنه، فدفع الخزائنَ والعساكرَ إلى قَراتَكين، وعَلِمَ بدرٌ الخبرَ، فاستعدَّ له، ووقعت الوقعة بينهما على وادي قَرْمِيسين (?)، فانهزم بدرٌ بين يديه، وغاب عن عينيه، فنزل قَراتَكين وعسكرُه عن خيولهم، وتفرَّقوا في خيامهم، فعاد بدرٌ من فَوْرِه، فأعجلهم عن الاجتماع، فقتل منهم مَقتلةً عظيمةً، واحتوى على ما كان في عسكر قَراتَكين من المالِ والسلاحِ والدوابِّ وغيرِها، وأفلَتَ قَراتَكين في شِرْذِمةٍ من غلمانه، ووصل إلى النَّهْرَوان، فحُمِلَ إليه من داره من الثياب ما لَبِسه، ودخل دارَه، واستولى بدرٌ على ما كان خارجًا عنه من الجِيال (?)، وكان قَراتَكين قد استطال على الدولة، وتسلَّط (?) على الوزير والحاشية، فجرى بينه وبين الوزير كلامٌ، وقال له: أنت كسرتَ العساكرَ حيث لم تُنجِدْنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015