إذا وُلدَ المولودُ مِنَّا تهلَّلتْ ... له الأرضُ واهتزَّت إليه المنابرُ
فلمَّا وقف العزيز عليه وكان في أوَّله:
ألَسْنا بني مروانَ كيف تقلَّبتْ ... بِنا الحالُ أو دارتْ علينا الدوائرُ
[إلى أن قال: ] (?) عرفتَنا فهجوتَنا، ولو عرفناك لَهَجَوناك، والسلام.
ثم ولي بعده ولده هشام بن الحكم (?)، ومات سنة تسع وتسعين وثلاث مئة [وسنذكره هناك إن شاء الله].
ابن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان أبو عمرو، الحيري، الزاهد، صحب جماعةً من الزُّهَّاد، وكان عالمًا بالقراءات والنحو، متعبِّدًا، أقام المسجد فراشَه نيِّفًا وثلاثين سنة، وكانت وفاتُه ببغداد في ذي القعدة، ولمَّا احتُضِر قال لزوجته: قد جاؤوا ببراءتي من السماء. وكان ثقةً.
فيها في أول المُحرَّم قدم بغداد أبو منصور محمد بن الحسن (?) وزير شرف الدولة، وتلقَّاه القُوَّاد والحواشي والأعيان من المدائن، فلمَّا قَرُب من بغداد تلقَّاه شرفُ الدولة من الشَّفيعي وفي صحبته عشرون ألف ألف درهم وثياث كثيرة، وكان عادلًا خَيِّرًا، إذا سمع صوتَ الأذان ترك جميع أشغاله حتى يؤدي الفرض، وكان كثير العزل والولاية، فيقال: إنه ما ترك عاملًا (?) يستتِمُّ في ناحيةٍ سنةً؛ خوفًا على الرعية من الظلم، وكان الغلاء قد دام ببغداد، فجلب الغلَّة من فارسٍ -في البحر- ومن غيرِها، فرخصت الأسعار؛ قال ابن الصابِئ: ما رأينا وزيرًا دبَّر من الممالك مثلَ ما دبَّره؛ فإن مملكة