في شيء، إلا أنه حدَّث عن أبي يعلى الموصلي بحديثٍ بَقِيَ في القلب منه شيء. قال أبو العلاء الواسطي: فلمَّا عدت إلى واسط أخبرتُه، فأخرج الحديث في أصله بخطِّ الصِّبا.
وكانت وفاته بواسط، سمع عَبدان وأبا يعلى الموصلي والبغوي وغيرَهم، وروى عنه الدارقطني وشيوخ الخطيب، ويوسف بن عمر القوَّاس. قال يوسف: وسمعته يقول]: الذين وقع عليهم اسمُ الخلافة ثلاثةٌ: آدم وداود عليهما السلام، وأبو بكر الصديق رضوان الله عليه.
قال الله تعالى في حقِّ آدم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30] وقال في حقِّ داود: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} [ص: 26]، وقُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ثلاثين ألف مسلم، كلُّهم يقول لأبي بكر: يا خليفة رسول الله. ولم يَتَسَمَّ به سواه.
فيها صَلُح الحالُ بين فخر الدولة وصَمصام الدولة، وكان بينهما وَحشةٌ، فلما انتصب فخر الدولة في المُلك شرع أبو عبد الله بن سعدان في إصلاح ذات البين، فكتب إلى الصاحب بن عبَّاد، وكان يخاطبه بسيدنا الصاحب الجليل، والصاحب يخاطبه بالأستاذ مولاي ورئيسي، واتَّفق الحالُ بينهما على قدوم أبي العلاء الحسن بن محمد بن سَهْلويه من الريِّ للسفارة في التقرير والخِلَع السلطانية والعهد واللقب الثاني لفخر الدولة، فأكرمه أبو عبد الله وأنزله، وحمل إليه المال والثياب والهدايا، وخوطب بذلك فأجاب، وجلس يوم الجمعة لخمسٍ بَقِينَ من جمادى الأولى، وأُحضِرتِ الخِلَعُ المعهودة ما عدا التاج، وقُرِئ عهدُه بين يدي الطائع على بلاده، ولُقِّب بفلك الأمة مُضافًا إلى فخر الدولة، [وهو لقبٌ ثقيل، وخرج أبو العلاء إلى فخر الدولة] (?) بالجميع فسلَّمه إليه، وعاد إلى بغداد فأقام بها نيابةً عن فخر الدولة إلى آخر أيام صَمْصام الدولة.