مؤيدَ الدولة، فأوَّل ذلك وفاة مؤيد الدولة، وقُدِّر له ورودُ الخبر به، فورد عليه كتاب الصاحب بِنَعْيه بعد ما رأى في المنام بخمسة أيام، فسار وهو على إضاقةٍ شديدة، وكان الصاحب قد أجلس الأمير أبا العباس خسرو فيروز أخا مؤيد الدولة، وأخذ له البيعة على الجند أنه خليفةُ فخرِ الدولة أخيه، فلما جاء فخر الدولة سلَّم له الصاحب المُلْكَ، وأطاعَه الناس، وحلفوا له على السمع والطاعة.
ولمَّا استقرَّ له المُلكُ قال له الصاحب: يا مولانا، قد بلَّغكَ اللهُ وبلَّغني فيك ما أملتُه أنا وأنت، ومن حقوق خدمتي له وحرمتي بك إجابتي إلى ما أوثره من ملازمة داري، واعتزال الجند، وتوفيري (?) على أمر الله، الذي هو أحسنُ عاقبة، وأنفعُ لي في الآخرة. فقال له: لا تفعَلْ أيها الصاحب هذا؛ فإنَّني ما أُريد هذا المُلكَ إلَّا لك، ولا يستقيم أمري فيه إلَّا بك، وإذا كرهتَ ملابسةَ الأمور كرهتُ ذلك لكراهتِكَ، وعُدْتُ من حيث أتيتُ. فاسترجع الصاحب وقال: للهِ الأمرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ. وقبَّل الأرض بين يديه، وشكره وقال: الأمرُ أمرُكَ. ثم انصرف فخر الدولة إلى الريِّ، وخَلَع على الصاحب الخِلَع السنيَّة (?).
وتُوفِّي مؤيد الدولة وله ثلاث وأربعون سنة وشهرٌ، وكانت إمارته سبع سنين وشهرًا (?) وخمسة وعشرين يومًا (?)، وكان قد تزوَّج بنت عمه مُعِزِّ الدولة، فأنفق في عرسها سبع مئة ألف دينار، واسمُها زُبيدة.
[وفيها توفِّي
أبو عثمان المغربي (?)، وقيل: ابن سَلْم]